فهمي Admin
المساهمات : 136 تاريخ التسجيل : 23/02/2018 العمر : 63 الموقع : الخطارة
| موضوع: فهمى الخطارى الجمعة نوفمبر 09, 2018 10:03 pm | |
| فإن الأصل أن الشكوى إلى المخلوق تنافي كمال الصبر؛ لأن فيها رجاء للمخلوق، وقد يكون فيها شيء من التسخط من قدر الله، فالمشروع للعبد أن يجعل شكواه إلى الله وحده، قال ابن تيمية: والصبر الجميل صبر بلا شكوى قال يعقوب عليه الصلاة والسلام إنما أشكو بثي وحزني الى الله مع قوله فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، فالشكوى الى الله لا تنافي الصبر الجميل، ويروى عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي الله إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك أو يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر إنما أشكو بثي وحزني الى الله ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف، بخلاف الشكوى إلى المخلوق، قرئ على الإمام أحمد في مرض موته أن طاووسا كره أنين المريض وقال إنه شكوى، فما أن حتى مات، وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال إما إزالة ما يضره أو حصول ما ينفعه، والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب، وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله. | |
|